أماني زيان تكتب “الرحمة حلوة ..” | حلقة جديدة من يوميات زوجة سعيدة جداً

فات 15 يوم من رمضان ، وأنا كل يوم طبيخ في الفطار وتحضر سحور وعصاير وحلويات ، ده غير العزومة المشئومة ايها اللي ظهري اتقطم فيها ، قلت بقى أرتاح النهاردة ، أظن ده حقي .

” خميس ” قاعد الأستاذ مأنتخ على الكنبة وحاطت طبق بلح الشام على كرشه .. أظن ده مشهد كل الزوجات شافوه وعاشوه وحسوا نفس الأحاسيس المتضاربة اللي جوايا دلوقت ، مكس كدة ما بين انه كيوت زي  دبدوب بووه ، وبين الغيظ من المنظر والندم على قرار الجواز ندم كبير ومابن أنك نفسك تصوريه وتنزليها على الفيس وتكتبي .. منتظرين تعليقاتكم .. كنوع من فش الغل .

المهم .. قلتله ” أنا نويت يا حبيبي آخد أجازة بكرة ” اتعدل في قاعدته وشال الطبق من على كرشه وبص لي باستغراب ” هو انت رجعتي الشغل أصلا .. إمتى ؟”

قعدت جنبه وأنا بضحك وأخدت طبق بلح الشام ” شغل ايه بس يا خمس ، أنا هاخد أجازة من الفطار ” ، أخد طبق البلح ورجع زي ما كان وحطه على كرشه .. ” آه .. مش هتطبخي يعني ، ليه معزومين عند مين بقى ؟ ” ، ” خميس .. ركز يا بابا ، أنا ما قلتش معزومين ، أنا قلت أنا مش هطبخ بكرة “

ياكل في بلح الشام ويقولي ” ماشي .. ماشي ، عندك بواقي عايزة تضبطيها ؟” ، ” لا أنا البواقي كلها بديها للبواب كل يوم ” ورسمت ابتسامة الرعب من رد فعل الوحش !!

فجأة راح قاعد وبص لي بجدية جدا ” بتديها لمين ؟!، للبواب !! البواب ده أغنى منك ومني .. البواب ده بيسلف السكان في العمارة لا مش العمارة الشارع كله وياخد منهم بالفايدة ، أقولك .. عارفة العمارة اللي بتتبني قدامنا دي ؟! ” هزيت راسي بالايجاب .. ” أهي العمارة دي يا أستاذة بتاعة البواب اللي انت بتديله اكلنا كل يوم “

الحقيقة أنا مش عارفة أقوله ايه !! خصوصا في موضوع البواب لكن كل اللي كان شاغل بالي وقتها اني عايزة ارتاح فلقيت نفسي بقوله ” أيوة أنا بقى مش هطبخ بكرة ..” ، ” وماله حبيبتي .. آكل طوب أنا .. فداكي ” وفجأة راح قايم واقف وبص لي وقرب راسه مني كأنه ضابط بيحقق مع عميل ” قوليها .. قوليها يا أماني .. عايزة ايه قولي ؟ عايزة تخليني أطلب ديلفري ؟! ” ، ” لا لا خلاص مش هنطلب ديلفري ، بص ايه رايك نودي ثريا عند ماما ونروح نفطر أنا ونت مع بعض في أي مكان ؟”

بص في عيني بصة طويلة وقالي ” لا أنا عندي فكرة أحلى .. تودوني أنا عند ماما وتروحي انت وثريا تفطروا في أي حتة ” !! بصراحة الفكرة دي عجبتني أكتر .

خلاص هو يفطر عند مامته وأنا أفطر عند مامتي حبيبتي ، يا زين ما قلت وقررت يا أبو الأخماس .

جه معاد السحور وحضرته بس من غير ما أتعب نفسي في أي حاجة . شوية الجبن والعيش والزبادي .. ويحمد ربنا بقى .. أنا بجد تعبانة .

جه خميس وهو بيبص على السفرة بصة ماعجبتنيش فقلتله ” خميس انت بتبص على نعمة ربنا كده ليه ؟” قعد على السفرة من غير ما يرد عليا وبدأ ياكل وهو مش طايق نفسه وفجأة ” يا ستي طب قطعي شوية خيار ، شوية طماطم ، الأكل واقف في زوري يا شيخة ” ، ” يوووووه يا خميس انت كل حاجة تزعق ماتطلب براحة في ايه ” راح قايم بعصبية لدرجة ان الكري وقع وافتكرته غضب على الاكل لقيته راجع بطبق خيار وطماطم وقعد ياكله مع الجبنة .. فتح نفسي بصراحة ، ” خميس ” ، ” لا يا أماني مش هديكي ولا خيارة ولا طمطماية ” ةوبياكل ويقرمش الخيار كدة هموت .. لاحظت أن موبايله في الليفينج فسحبت موبايلي براحة ورنيت على موبايله فقام جري يرد ، رحت واخدة من الطبق خيارة وطمطماية لقيته جاي جري كأنه هيقفش حرامي وانا بجري وباكل في نفس الوقت ومسكني وانا ببلع وبحشرهم في بقي سابني وهو بيستحلفلي ” ماشي يا أماني ، مااااشي “

فتحت عيني الصبح لقيته بيجهز ونازل شغله ، ” خميس يا حبيبي ” ، ” نعم ” هترجع على مامتك ؟” بص لي باستغراب ” ليه ؟” قمت من على السرير بعصبية ” مش اتفقنا امبارح هتروح تفطر عند مامتك وانا ثريا هنفطر عند ماما !!”

بص لي باستياء وقرف ” بجد يعني انت مش مكسوفة من نفسك ؟ هروح أقول لماما ايه ؟ الهانم اللي لا شغلة ولا مشغلة مكسلة تعمل فطار لجوزها ؟!!” ، ” طيب خلاص تعالى على هنا ونفطر أي كلام فول وجبنة وكدة ” ، سكت شوية وراح قايلي ” ولما أفطر كدة أتسحر ايه “

انفجرت فيه بقى بصريخ ” أنا بجد تعبانة والله تعبانة ، انت ليه بتضغط عليا كدة ليه بتصعب الحياة .. هو احنا بناكل عشان نعيش ولا بنعيش عشان ناكل ؟!!”

” الاتنين .. ثم دي واجباتك ، هو أنا ينفع آجي يوم وأقول خلاص تعبت مش قادر أصرف على البيت ؟!!”

بصيت له بحرقة ” أيوا ينفع على فكرة ، وهتلاقيني مقدرة وفي ظهرك لغاية ماتسترد نفسك تاني “

فضل باصص لي وساكت شوية وبعدين قال لي ” خلاص انا هروح لماما بس خليكي انت في البيت عشان هقول لماما اني رحتلها كدة فجأة وسبتك في البيت عشان ماتقلبش عليكي ” هزيت راسي موافقة ونمت تاني .

فاضل 5 دقايق على الفطار ومن كتر ما انا تعبانة يادوب صبيت كوباية العصير وقعدت أتنى دنيا سمير غانم عشان أضحك شوية وأغير مودي ، لقيت باب الشقة بيتفتح ، قلت ليلتك مالهاش ملامح يا خميس ده جه وهيخليني أقوم أحضر فطار دلوقتي !!

قمت وعفاريت الدنيا قدامي ولقيت خميس .. جايب أكل جاهز وداخل به ، ماحستش بنفسي غير وأنا حاضناه وكنت حاسة اني هعيط ، وهو بيضحك وبيقولي ” مبسوطة ؟” ،” أوي يا حبيبي ” ،” طيب يلا ناكل الاذان أذن .

باكل بقى وانا سعيدة بجد لقيته بيقولي ” أماني ” ،” أيوة يا روحي ” ، ممكن أطلب طلب ؟” ، ” طبعا انت تؤمر ” ” أماني أنا تعبت من كتر المصاريف .. وعايز أرتاح “!!

بصيتله هو بياكل ومش باصص لي وانا ببص له ومش عارفة أعمل فيك ايه يا شيخ !!!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.