اضطراب تعدد الشخصيات

تعتبر الاضطرابات النفسية أكثر خطورة من الاضطرابات الصحية، وذلك لأن الخلل النفسي يسبب ضرر أكبر من الخلل العضوي، ونتحدث هنا عن اضطراب تعدد الشخصيات الذي يعتبر من أكثر الاضطرابات النفسية خطورة.

حيث يمكن هذا الخلل النفسي أن يدفع الشخص المصاب لارتكاب جرائم عدة، يمكن أن يتطور الأمر إلى الانتحار، لذا يجب توخي الحذر دائما في التعامل مع الشخص المصاب بهذا الاضطراب تحديدًا.

ونتناول في هذا المقال متابعينا الأعزاء كل ما يخص هذا الاضطراب النفسي، حيث نذكر أسبابه والأعراض المصاحبة له مع ذكر أبرز طرق العلاج الواجب اتباعها حتى لا تتطور تلك الاضطرابات وتصل إلى نتائج لن تُحمد عواقبها.

قد يهمك أيضا: اشياء تغير المزاج

اضطراب تعدد الشخصيات

يعد هذا الاضطراب النفسي المتمثل في تعدد الشخصيات هو أحد أنواع مرض الفصام الذي يجعل الشخص المصاب يتعايش على إنه شخص أخر بشخصية أخرى مختلفة تمامًا عن شخصيته الحقيقية، ولكن اضطراب تعدد الشخصيات يشعر المريض بوجود عدد من الشخصيات الأخرى بداخله وليس شخصية ثانوية ثانية فقط.

الأمر الذي قد يؤدي ذلك إلى انهيار كبير في ذاكرة الشخص لدرجة قد تصل إلى تداخل هذه الشخصيات الخيالية في عقل المصاب، بل وظهورها في حياته اليومية والاجتماعية والعملية أيضًا.

بمعنى أخر لمزيد من التوضيح، تتداخل تلك الشخصيات الخيالية مع الأداء العام للشخص المصاب في كل أركان حياته، وينحدر الشخص بشكل تام عن حياته الطبيعية.

ودائمًا ما يواجه صعوبة في تذكر معلومات عنه، وبالرغم من تعرض 1٪ فقط من مرضى الفصام إلى هذا النوع إلا أن ما يواجه الشخص المصاب بهذا الاضطراب أكبر بكثير من ما يواجه مريض الفصام.

والجدير بالذكر أن هذا النوع من الخلل النفسي يصيب النساء بنسب أكثر من الرجال، ولا يشترط سن معين للإصابة به حيث يمكن أن يصاب به أي فئة عمرية.

أسباب اضطرابات الشخصية المتعددة

نتناول في هذه الفقرة متابعينا الكرام أسباب اضطراب تعدد الشخصيات والتي تكون أغلبها بسبب فترة الطفولة، حيث أن الاهمال للطفل أثناء طفولته قد تعرضه للإصابة بهذا الاضطراب حيث يدفعه خياله لتقمص شخصية مختلفة عن تلك التي عايشها.

كما أن الصدمات العاطفية القوية تعتبر سبب قوي جدًا ومباشر للإصابة بهذا المرض، وأثبتت دراسات وأبحاث المختصين أن الاعتداء الجنسي من أقوى الأسباب التي تسبب خلل نفسي من هذا النوع، كما أن الاعتداء الجسدي للطفل بشكل مستمر يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض تعدد الشخصيات، وبطبيعة الحالة يؤثر هذا الإضطراب النفسي على حياته المستقبليةن بل يمكن أن يدمرها بالكامل.

قد يهمك أيضا: الشعور بالوحدة رغم وجود الناس

اضطراب تعدد الشخصيات

أعراض اضطراب تعدد الشخصيات

كثيرة هي أعراض هذا الإضطراب، ولذلك يمكن أن نبدأ حديثنا عن مشاكل الصحة العقلية التي قد يتسبب فيها هذا الإضطراب النفسي تحديدًا.

كما أنها من أبرز أعراض الإصابة بالمرض، ومن بين تلك المشاكل وأبرزها هو الشعور بالاكتئاب والقلق وتشويش التفكير وتغيير كبير في السلوكيات الطبيعية للإنسان وارتفاع كبير في معدل الأفكار الانتحارية.

بالإضافة إلى أن فقدان الذاكرة لفترات مؤقتة من أعراض المرض أيضًا، حيث أن يتخيل الشخص المصاب بأنه شخصية أخرى، وغالبًا تكون مختلفة تمامًا عن واقعه.

الأمر الذي يسبب تشوش دائم في ذاكرته مما يؤدي إلى الفقدان المؤقت لها، ويستمر هكذا حتى يستعيد الشخص وعيه بشخصيته الحقيقية.

جدير بالذكر أنه مع تكرار هذا الخلل، يشعر الشخص بشعور غير واضح لهويته، ويسبب ذلك له ضغوطات كبيرة ومشاكل مستمرة في حياته العملية، وفي مراحل متأخرة من المرض يصاب الشخص بـ هلوسة سمعية وبصرية والتعرض أحيانًا لنوبات الذعر والرهاب.

وقد تصل في بعض الأحيان إلى مشاكل السير أثناء النوم، وكل تلك الأعراض قد تدفع الشخص المصاب إلى ارتكاب عادات مختلفة تمامًا عن عاداته المعهودة.

فقد أكدت العديد من الدراسات النفسية والأبحاث السريرية التي أجريت على مرضى مصابين بهذا الاضطراب، أن أكثر من نصف مصابي هذا المرض قد اتجهوا بالفعل إلى تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات بصورة كبيرة قد تصل إلى الإدمان، وغالبًا ما يصل الشخص المصاب إلى درجة اكتئاب شديده توصله إلى الانتحار، وخاصة في حالة عدم الاستجابة السريعة لمرضه.

قد يهمك أيضا: ما سبب عدم القدره على اخراج شخص من تفكيرك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.