الطلاق العاطفي أسبابه وعلاجه

الطلاق العاطفي من الأزمات التي قد يمر بها الكثيرون في حياتهم الزوجية، وعلى الرغم من أنه قد يبدو حلًا مناسبًا عندما لا يريد أحد الطرفين أو كلاهما الانفصال بشكل نهائي سواء للحفاظ على المظهر الاجتماعي أو لحماية الأطفال من التشتت الأسري، إلا أن تأثيره على الزوجين ليس بالهين، ولكن ما المقصود به ، ما هي أسبابه وهل يمكن تخطيه وكيف، كل ذلك وأكثر نكشفه لك من خلال هذا المقال.

مفهوم الطلاق العاطفي 

يعرف أيضًا بالطلاق النفسي ، وهي حالة من الجفاف في المشاعر بين الزوجين، فيعيش كل منهما منفصلًا عن الآخر بالرغم من أنهما يستمران في العيش تحت سقف واحد، ولكن لا تجمعهم في الغالب أي تواصل جسدي أو مشاعر حب متبادلة.

قد يهمك أيضا: الانفصال العاطفي بين الزوجين

أسباب الطلاق العاطفي 

لا يكون هذا النوع من الانفصال حالة طبيعية تمر بها الحياة الزوجية لتسلل الملل إليها أو روتين الحياة ومسؤولياتها، بل ينتج عن عدة أسباب أخرى تتطور مع الوقت، ومن أبرزها:

  1. الإهمال: لا شك أن لكل من الزوج والزوجة واجبات ومسؤوليات واضحة في الحياة الزوجية، ومع ذلك، يحتاج الشريكين إلى الاهتمام بتفاصيل تخصهما معًا، مثل مشاركة الاهتمامات، والتواصل، وتكريس جزء من الوقت للشريكين فقط، وغياب ذلك يجعل المشاعر بينهما فاترة، حتى أن كل واحد منهما قد ينعزل في حياته الخاصة دون مشاركة تفاصيلها مع الآخر.
  2. الخيانة الزوجية: حتى وإن كان الطرف الذي تعرض للخيانة على استعداد لمنح الآخر فرصة أخرى، إلا أن الضرر العاطفي الذي يخلف ذلك يكون مرتبط بعدة مشاكل منها بينها انعدام الثقة، والبرود الجنسي وتضاءل المشاعر وفتورها، ويشكل هذا أحد أبرز أسباب الطلاق العاطفي .
  3. عدم الرضا عن العلاقة الجنسية أو عدم التوافق الجنسي: حيث لا يجد أحد الزوجين أو كلاهما المتعة والرضا والإشباع الجنسي فيؤثر ذلك لا محال على العواطف والعلاقة الزوجية.
  4. الاستياء من الشريك: وهنا يكون أحد طرفي العلاقة غير راض عن الحياة مع الطرف الآخر الذي يشعره بأنه أفضل وأن الأولوية له في كل شيء، ويتعالى عليه، فتتراكم بداخله مشاعر سلبية يصعب التخلص منها سواء لأنه لا يجب في الشريك الدعم أو التفهم، فتنهدم علاقة المحبة والشراكة بينهما.
  5. الخلافات المستمرة: المشاجرات التي لا تنتهي وتتصاعد مع الشخص الذي يفترض أنه شريك الحياة والسند يؤدي إلى استنزاف المشاعر ويمنع الطرفين من الاستثمار في العلاقة، ويبدأ كل واحد بتجنب الآخر مما يزيد من الفجوة العاطفية بينهما.
  6. انفصال الزوجين في الفراش: من بين أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق العاطفي ، نوم الزوجين في سريرين أو غرفتين منفصلتين، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على التواصل بينهما والمشاعر التي تتلاشى مع هذا البعد.

 

قد يهمك أيضا: علامات قرب انفصال الزوجين

علاج الطلاق العاطفي 

على الرغم من الأثر المهول لهذه الظاهرة على الحياة الزوجية والأسرية وحتى النفسية للطرفين، إلا أن علاجها ممكن، ويمكن تخطيه كما يلي:

  1. التقرب من الآخر وفهمه: من خلال استيعاب ما يعاني منه من مشاكل وتهدئة مخاوفه، وفهم الحالة التي يمر بها ومشاعره خلالها واحتياجاته.
  2. الحوار: الحديث والتواصل بين الشريكين أمر بالغ الأهمية لتجاوز هذه المحنة، وغالبًا ما تتضح فيه جميع المشكلات وأبعادها.
  3. اعتراف كل من الزوجين بأهمية شريكه في حياته.
  4. المودة والرحمة، فالمعاملة الطيبة والكلمة الحلوة، لها مفعول السحر، خصوصًا إذا كانت تعبر عن مشاعر الامتنان.
  5. تجديد العلاقة الزوجية وكسر روتينها الممل.
  6. فهم احتياجات الشريك الجنسية.
  7. عند الشعور بالفتور في العلاقة يفضل زيارة معالج نفسي أسري سريعاً.
  8. التغاضي، فبعض الأخطاء يمكن عدم التركيز عليها باعتبارها مشكلة، ولكن النظر إليها على أنها أمر يحتاج إلى التركيز على تفاديه.
  9. الاهتمام بمشاعر الآخر، ومشاركته فرحته وحزنه ونجاحه.
  10. كما يمكن استشارة أخصائي علاقات أسرية للمساعدة على حل مشكلة الطلاق العاطفي وتوجيه الشريكين لبناء علاقة زوجية صحية.

قد يهمك أيضا: متى يكون الانفصال هو الحل ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.