تحول الأبناء للنظام النباتي لماذا يثير مخاوف الآباء؟

“أبي، أمي، هل أخبركما بشئ.. لقد أصبحت نباتيًا!”

إذا سمعت هذه العبارة من إبنك أو إبنتك في يوم من الأيام، ودب القلق في قلبك، فهذا المقال موجه لك.

نتقبل أن يعيش النباتيون بيننا طوال الوقت، ولكن حين يتعلق الموضوع بأحد أحبائنا أو من نهتم بشأنهم، فالأمر يختلفً. فمن السهل علينا أن نتخوف من سقوطهم كفريسة لإحدى الثقافات الأسيوية، ونبدأ في التدخل خشية من أن يتطور الأمر لما هو أبعد من ذلك حيث يمكن أن يتوجهوا إلى أحد بلدان أمريكا الجنوبية ليتلاشوا وسط جماعة ما ذات أفكار أو ممارسات مشبوهة.

ولكن قبل أن يذهب فكر أحد الأبوين بعيدًا وقبل أن يبالغا في مخاوفهما، دعونا نفكر في الأمر بصورة منطقية بعيدة عن الشطط. ما الذي يعنيه أن يصبح أحد أفراد أسرتنا نباتيًا؟ وما الذي يمكنك فعله للتأكد من أنه بعيد عن أي مكروه وأنه لا يزال نفس الشخص الذي نعرفه ونحبه. إن جوهر التعايش مع حقيقة تحول طفلك إلى النظام النباتي هو المعرفة والفهم لطبيعة.

في الواقع، أنت لم تفقد طفلك عندما تحول إلى النظام النباتي كما أنه لم يذهب إلى ديانة أخرى أو ثقافة مغايرة مثلما يظن معظم الآباء والأمهات. ويرجع هذا إلى أن قرارهم بعدم تناول اللحوم هو في الأساس قرار غذائي يتعلق بالصحة وأسلوب الحياة ولا يعني على الإطلاق أنه وقع أسير لاتجاه غريب أو شاذ.

هناك أشخاص كثيرون يتحولون- يومًا بعد يوم- إلى النظام النباتي وهم أناس عاديون وأصحاء ولم يتغيروا بل ظلوا كما هم منذ عرفناهم. هناك ثلاثة أسباب أساسية تجعل الإنسان يتحول إلى النظام النباتي.

  • أسباب صحية: يعتبر استبعاد اللحوم من النظام الغذائي أمرًا جيدًا لصحتك وحياتك بشكل عام. إذا أراد إبنك تناول الطعام الصحي، فلا يوجد مبرر لمنعه من اتباع هذا النهج.
  • أسباب أخلاقية أو عقائدية: ربما يكون ولدك منزعج من المعاملة غير الطيبة للحيوانات والتي تُربي أساسًا من أجل تطوير صناعة اللحوم وإمدادها بالكميات اللازمة للطرح في الأسواق. حتى لو كنت  غير راضِ عن هذا المبدأ، فإن استبعاد اللحوم لا يعتبر أمرًا متشددًا، إنه فقط أسلوب حياة ونمط غذائي ليس أكثر.
  • أسباب روحانية: تدعو معظم الديانات إلى الصوم والإقلال من تناول الطعام بشكل عام. فربما كان إبنك منخرط في إحدى هذه الممارسات الدينية والتي تتطلب التخفيف من الطعام وتحديدًا الحيواني منها لأسباب دينية أو روحانية. الآباء العقلاء سينظرون إلى هذا الأمر باعتباره أمرًا إيجابيًا جدير بالدعم والتشجيع وليس شئ يثير الخوف والشك.

في هذا المقال ندعو الأهل -بدلًا من إظهار ردود الفعل المبالغ فيها واتهام أولادهم بشكوك لا أساس لها من الصحة- إلى القراءة المستفيضة في هذا المجال للتأكد من أن النمط الذي اختاره أولادهم هو فقط خطوة إيجابية تمنحهم حياة صحية وعمر طويل خال من أمراض كثيرة. فبدلًا من توجيه الإتهامات والشكوك، على الأهل أن يقدموا الدعم الكافي لأولادهم ويساعدوهم في إعداد الوجبات المفضلة أو اختيار المطاعم التي تقدم هذا النوع من الطعام إذا كانوا سيقضون وقتًا طويلًا مع أولادهم.

وهناك نصيحة أخيرة نوجهها للأهل ألا وهي: كونوا متفتحين وأنتم تستمعون لأسباب تحول أفراد عائلاتكم أو أولادكم إلى النظام النباتي وهل من الممكن أن يشجعونكم للتحول أنتم أيضًا؟ من يدري؟ على أية حال، يمكنك أن تقدم الدعم اللازم دون أن تتحول أنت شخصيًا ويكفي أن تؤمن بأن النظام النباتي هو خطوة ممتازة وصحية لكل من يتبعه وليس العكس.

إعداد وترجمة / أ. أمل كمال 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.