صرخة تطلقها النساء: هل أنا جديرة بالحب رغم المرض النفسي؟

هل أنا امرأة جديرة بالحب ؟ هل أستحق أن أكون سعيدة؟ هذه الصرخات المكتومة تطلقها النساء اللاتي يعانين من أمراض واضطرابات نفسية.. لنقترب من المشكلة ونتعرف على الحلول.

إذا كنت تخافين من أن يتسبب القلق أو الاكتئاب الذين تعانين منه في التقليل من فرصتك في إقامة علاقات اجتماعية أو عاطفية ناحجة أو أنك غير جديرة بالحب، فأنت لست وحدك. فالكثير من النساء لديهن هذا الهاجس من أن تشكل حالتهن النفسية عائقًا في سبيل الحصول على علاقة سوية مع المحيطين بهن، أو ألا يتمتعن بالجاذبية من وجهة نظر الآخرين.

إذا كنت تعاني من أي مرض نفسي، فاعلمي أن ذلك لا يحد من قدرتك على أن ترتبطي بالشخص المناسب

أين المشكلة؟

إن الخوف من الرفض الاجتماعي أو عدم القبول من الآخرين- وهذا هو لب المشكلة- قد يُشعر الإنسان والمرأة على وجه التحديد بأنها غير جديرة بالحب! وبالتالي تلجأ إلى إخفاء حقيقة حالتها المرضية أو النفسية على الأخص. فربما لو قالت الحقيقة لأنصرف عنها الأصدقاء والمحبين، هكذا قد تفكر. يمكن القول أن معظم الناس لا يبحثون عن المثالية فيك بل الأمانة. الأمانة والصدق هما أساس العلاقات الاجتماعية والمودة الحقيقة.
فإذا كنت تعاني من أي مرض نفسي، فاعلمي أن ذلك لا يحد من قدرتك على أن تحبي شخصًا ما أو على أن تكوني محبوبة من أحدهم. و في تلك الأيام العصيبة، تذكري كم أنك إنسانة محبوبة…لأنك كذلك بالفعل على الأقل لدى البعض.

عادة ما تخجل المريضة من الإفصاح عن حالتها وتلجأ إلى إخفاء معاناتها النفسية خوفًا من نظرة الآخرين

نسمع الكثيرين من المرضى في العيادات النفسية يصفون ذلك القدر من الراحة النفسية التي يشعرون بها عندما يفاجئون أن شركائهم المحتملين – في فترة الحب والخطبة مثلًا- لا يماطلون في العلاقة عندما يعرفون بحالاتهم. فالشركاء الذين لديهم وعي بالحالات النفسية المختلفة من الممكن أن يفهموا قدر الطاقة اللازمة للاستمرار في الحياة. فهم ربما يتعايشون مع هذه الحالات لفترات طويلة من العمر بغض النظر عن أنهم يبدون طبيعيون.
ولكن ماذا لو كان هؤلاء الآخرين غير متقبلين لحالتك أو يعتبرون أن ما تمرين به يعد من أسباب أنهاء العلاقة؟ أي علاقة سواء صداقة أو حب؟ من الطبيعي والحقيقي أنه ليس لدى كل البشر هذا الرد الفعل الإيجابي تجاه المرض النفسي. إذا صادفك هذا الموقف، فتذكري أن اختيارات الآخرين وآرائهم لا تعكس صورتك الحقيقية أو يتم تعريفك بها. وليس معنى أنه لأن هذا الشخص بالتحديد كان يشعر بعدم الراحة تجاه حالتك فهذا يعني أن الجميع لهم نفس الرأي ورد الفعل.

تنتاب المريضة نفسيًا أفكار ووساوس سوداوية لذلك تعتقد أنها غير محبوبة على الأطلاق

“أخشى أن يجعل مني مرضي النفسي شخصًا غير محبوب، والحقيقة أني لا أحب حتى أن أصارح نفسي بهذا الإحساس ولا أن أكتب عنه، ولكن هذا ما أشعر به”. ربما تلخص هذه الكلمات معاناة المريض النفسي ومدى صراعه ليحافظ على علاقاته الاجتماعية والعاطفية في إطارها الصحيح دون أن يخسرها عند أول أزمة.
عندما يتصرف أحدهم بنوع من السلبية تجاهك، فالأمر يكون جارحًا بالتأكيد. وهذا النوع من الرفض يكون محركًا لكثير من المشاعر التلقائية والأفكار السيئة من قبيل: “سأكون وحدي دائمًا، وهو قد يكون حقيقيًا في تلك اللحظة ولكن غير مبني على الواقع. وقد تنتابك أفكار ووساوس أخرى مثل:
– أشعر وكأن اكتئابي وقلقي أمراض مزمنة لا يمكننى التخلص منها.
– احتمالية الوقوع في الحب وفرص حدوثه لي قد تكون ضئيلة بسبب المرض النفسي.
– أنا لا أستحق أن أكون سعيدة.
وربما كان أكثر الأمور إزعاجًا هو عبارة: “أنا لن يفتقدني أي شخص عند موتي”. إن هذا الاعتقاد هو السائد لدى كل من كانوا يفكرون في الانتحار وهذا أمر خاطئ بالتأكيد. لا تصدقي هذا الهاجس، فهناك الكثيرون من حولك يحبونك ويقدرونك، وسيدمرهم ما قد تقدمي عليه من إنهاء حياتك. وهم هؤلاء الذين يقبلونك كما أنت.

كل ما تحتاجينه هو شخص يحبك على ما أنت عليه ويشعرك بأنك جديرة بالحب على الرغم مما تمرين به

الخلاصة

فأنت يا سيدتي لا تحتاجين لشخص يخبرك بما يجب أن تفعلينه، أو كيف يمكنك التصرف عند الشعور بالاكتئاب أو باضطرابك العقلي. فكل ما تريدين حقًا هو شخص يحبك على ما أنت عليه ويشعرك بأنك فعلًا جديرة بالحب على الرغم مما تمرين به. هذا هو الجزء الذي افتقدتِه في الأشخاص الذين كانوا من الممكن أن يصبحوا شركاء حياتك. أنت لست بحاجة إلي شخص يعالجك لأنك ربما تكونين بالفعل مداومة على جلسات العلاج وتتناولين أدويتك بانتظام، بل إن الحب هو ما تحتاجين بحق.
إذا هاجمتك هذه الأفكار السوداوية كالانتحار ونحو ذلك، ابدأي بالإقرار لنفسك بأن هذه الأفكار قد تكون حقيقية وقد لا تكون. ثم شاركي هذه الأفكار مع أحد المقربين منك ممن يهمهم أمرك ويعرفك جيدًا. إذا لم تجدي الشخص المناسب لهذه المهمة فاطلبي المساعدة أو المشورة النفسية على وجه السرعة.
واعلمي هذه الحقائق: إن مرورك بتجربة الاكتئاب أو القلق المرضي لا يجعلك غير جديرة بالحب بل أنت جديرة بالحب لأنك إنسانة، وهذه الأعراض تصيب البشر العاديين وهذا أمر طبيعي للغاية فلا تجعلي هذه الأمور تقلل من ثقتك بنفسك. وتأكدي أن هناك من هو سيراك تستحقين الحب والتقدير، والفرص بالفعل موجودة حولك ممن هم على استعداد لتبادل المشاعر الصادقة معك مهما كانت حالتك النفسية فهلا أعطيتهم الفرصة لذلك.

مصدر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.