كيف تشقطين ذكراً .. عندما قررت المصاصة مهاجمة الذباب

هم “ذباب” الأرض، الذين لا يفوّتون فرصة إذا وجدوا “مصاصة” مكشوفة، إلا وهاجموها بعنف وضراوة.

هكذا ترى بعض العقول التي تشاركنا الكوكب في الألفية الثالثة العلاقة بين الرجل والمرأة، وهكذا تصفهم: “الذباب” = الرجل المتحرش، “المصاصة” = المرأة بدون غطاء (أقصد بدون حجاب)، وهكذا تري الحل للأزمة في تغطية المصاصة، متجاهلة حلولا أخرى مثل “المنشة” التي تطرد الذباب، أو حتى المبيدات الحشرية.

دعونا نقفز فوق هذا التشبيه، الذي أنأي بنفسي وأصونها من الخوض فيه أو حتى مناقشته … ولنتحدث في أمر غاية في الجدة لا أعرف كيف سيجد له حل أصحاب نظرية الذباب والمصاصة.

بعد عقود طويلة من استسلام “المصاصة” لـ”الذباب”، وعدم قدرتها على مقاومة العديد من القوى الخفية التي تعمل كلها لصالح “الذباب”، وصمت المجتمع على ما يحدث ودفن رأسه في الرمال، وتحميله الضحية / “المصاصة” المسئولية، ومهاجمتها بشكل هستيري حتى لا يشعر بضعف أو تقصير أو خجل من موقفه المتخاذل غير العادل، كان من الطبيعي أن يحدث رد فعل عكسي.

وهو ما حدث بالفعل عندما قررت مجموعة من الفتيات والسيدات إنشاء مجموعة “جروب” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” باسم “كيف تشقطين ذكرا”، يعتمد على تكاتف وتضامن عضوات الجروب مع أي واحدة منهن ترغب في “شقط” شاب (أي الدخول في علاقة معه)، يساعدنها ويقدمن النصائح والخطط اللازمة للإيقاع به في شباكها، ورغم أن عدد المشاركات بالجروب ليس كبيرا فإنه إن دل فإنما يدل على شعور بالقمع والكبت والقهر أدى إلى انفجار ولو في طريق غير صحيح.

قد لا يخرج أمر “الجروب” السري -الذي لم يعد سريا بعد تسريب وانتشار أخباره وتفاصيل عمله- عن السخرية والهزار، وإن كنت أراه مؤشرا خطيرا قد يقودنا إلى تصرفات أخرى غير متوقعة ولا محمودة من النساء اللاتي يشعرن بالظلم المجتمعي، خاصة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة قد وفرت لهن –ولغيرهن طبعا- فرصا عديدة غير تقليلدية لكسر كل التابوهات.

الكبت يولد الانفجار، وكما علمنا التاريخ لا يصبر مظلوم على ظلم كثيرا، وانتفاضته غالبا ما تكون مدمرة، احترسوا واحموا بناتكم ونسائكم، ساعدوهن وساندوهن واحموهن من الظلم الذي نتفنن جميعا في تنويع أشكاله وأنواعه ودرجاته.

  • عندما يتعرضن للتحرش لا تقولوا هن السبب ولو ارتدين ملابس محتشمة لما تحرش بهن أحد.
  • واجهوا المتحرش وحملوه وحده مسئولية جريمته، علنا نصل لجتمع نظيف يعرف كل فرد فيه دوره ومسئوليته واحترامه لغيره.
  • لا تجبروهن على الزواج، واسمعوهن وافتحوا لهن قلوبكم.
  • عندما ينجحن لا تغاروا منهن وتحاولوا إحباطهن وتسفيه عملهن خوفا من تفوقهن عليكم.

باختصار وحتى لا تطول قائمة النصائح إلى ما لا نهاية، ارفعوا أيديكم عن طاقة المجتمع التي ننجح بعملها لو عملت، وننجح نحنن بتشجيعها ودعمها وحبها ومساندتها لو لم تعمل.

قدموا للمجتمع أما صالحة تنجب لكم ولنا أبناء أسوياء أصحاء نفسيا، قبل أن يكونوا أسوياء وأصحاء بدنيا، هن الرحم الذي نمر جميعا منه ويحمل بذور الحضارات، فلا تشوهوه فيخرج لكم أسوأ مما نعشه الآن.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.