كيف تعرف أنك تثير غيرتهم؟ وكيف تتغلب عليها؟

لا يوجد ما هو أسوأ من أن تحقق هدف ما أو تصبح ناجحًا في أحد المجالات ثم تكتشف أن المحيطين بك ليسوا فخورين بك كما ينبغي، بل على العكس يشعرون بالغيرة منك! إن مشاعر الغيرة لدى الشخص تجعله يتصرف برعونة مع من حوله خاصة نحو الإنجازات التي يحققونها.

يقول أحد علماء النفس ويدعى “ستيفن ستوسني” أن الغيرة تجعلك تفكر في نفس الشئ مرارًا وتكرارًا وكلما كررت ذلك، أعطيت الواقع أقل مما يستحق، فإن العواطف جميعها تعتبر نوعًا من الوهم، وشعور الغيرة يجعلك متأكدا من تصورك للعالم من حولك على الرغم من أن ذلك ليس صحيحًا”.

من منا لم يمر بهذا الشعور المزعج ولو على الأقل مرة في العمر، لذا يبدو أنه من الصعب التعامل مع هذا الشعور عندما يغار الآخرون منك. على أية حال، فبوسعنا التحكم فيما نشعر به ولكننا لا نستطيع التحكم في مشاعر الآخرين تجاهنا. إن تمييز علامات الغيرة نحوك قد تكون أولى خطوات الإصلاح.

وإليك بعض علامات الدالة على غيرة الآخرين منك:

  • المدح الزائف:

عندما يشعر أحدهم بالغيرة منك، فهو يكون غالبًا أول من يقدم لك مجاملة تبدو صادقة لأول وهلة،

ولكن سرعان ما تكتشف أن هذا الشخص هو أول من يتهكم عليك عندما تهم بمغادرة المكان.

فمثل هؤلاء يفضلون التظاهر بأنهم لا يشعرون بالغيرة عن أن يواجهوا الموقف بصراحة. إن إحدى الطرق لتحويل هذا الشعور إلى من يغار منك مرة اخرى هو أن تقدم إليه مجاملات صادقة عندما يصادف أشياء سعيدة في حياته. فهذا قد يساعده على أن يراك إنسانًا صادقًا كما قد يساعده هذا التصرف في التغلب على شعور الغيرة الذي يملأ صدره نحوك.

  • يقللون من قيمة نجاحك:

بغض النظر عما حققت من إنجازات أو كم تعبت من أجل تحقيقها، فإن الغيورين سيحاولون دائمًا أن يبدو الأمر وكأنه نوع من الحظ! أو انك لم تتعب بما يكفي لتحقيق ما أنجزته، وقد تكون الأسباب التي يوردونها وقحة في بعض الأحيان.

يقول أحد العلماء ويدعى فاروق رضوان: “الأشخاص الذين يحسدونك أكثر هم الذين يحتاجون أكثر من غيرهم لما تمتلكه أنت”.

إذا أنزلت نفسك إلى مستواهم، فمن المحتمل أن يتحدثون إليك بأسلوب فظ، ابق متواضعًا ولكن قاطعًا فيما يتعلق بإنجازاتك. إذا تماديت في التباهي بما حققته، فغالبًا ما سيظل شعور الغيرة مسيطرًا عليهم.

  • يتباهون بنجاحاتهم:

عندما يشعر أحدهم بالغيرة منك، قد يميل إلى التباهي بنجاحه اكثر مما يستحق. فقد يميل إلى التفاخر بإنجازاته أثناء احتفالك أنت بنجاحك. هذا النمط من الناس هو من يتقدم لخطبة إحداهن أثناء حفل زفافك مثلًا!

ولكن لماذا يتباهى هؤلاء الأشخاص بنجاحهم في المقام الأول؟

نظرًا لأنهم ليسوا ناجحين مثلك. كما يقول المؤلف بوب بلاي

هناك دائمًا أشخاص تملأهم الافكار السلبية السيئة- ليس فقط عمن يحسدونهم (أنت) ولكن عن أنفسهم أيضًا وحول وجهة نظرهم في فشلهم في تحقيق أهدافهم (والتي تدور غالبًا حول أعمالهم ومشاريعهم الخاصة أو أن يكونوا أكثر ثراء منك على سبيل المثال). رغم أن هذا سيبدو مُحبطًا، إلا أن غضبك وضيقك سيجعلهم أكثر تبريرًا  لأنفسهم في الطريقة التي يعاملونك بها. لذلك قدم إليهم بعض المدح الصادق حول انجازاتهم. فالقيادة عن طريق القدوة الحسنة تعتبر اسلوبًا جيدًا لتغيير سلوك أحدهم.

  • انهم يقلدونك

من  يغار منك يريد أن يتفوق عليك بأي شكل، بل ويريد أيضًا أن يكون مثلك تمامًا. فهذا الشخص قد يقلد مشيتك او ارتداءك لملابسك من أجل أن يشعر بالرضا عن نفسه. حاول أن تساعد هذا الشخص على أن يكون نفسه بدلًا من أن تغضب منه وقدم له المدح والمساندة. أظهر له أنه ليس بحاجة لتقليدك ليكون عظيمًا، وأنه يمكن أن يكون نفسه فقط.

  • يميلون للتنافس

يميل الغيورون إلى أن يكونوا تنافسيين لأنهم يريدون أن يكونوا أول من يجني ثمار النجاح أو لأنهم يفتقدون الشعور بالأمان أو يريدون أن يثبتوا لمن حولهم أنهم الأفضل. على الرغم من أن الدخول في هذا المضمار يبدو مغريًا، إلا أنه عليك أن ترفض عقد منافسات غير صحية أو حتى ترفض المشاركة في هذه الحرب. إذا أرادوا مجادلتك بشأن ترقية وظيفية مثلًا، قل لهم ببساطة: انها ليست منافسة.

  • يحتفلون بفشلك:

سيشعر الشخص الغيور بالفرحة عندما يراك ترتكب أخطاء، أو عندما يصحح لك مدرسك خطأ ما بدر منك في قاعة الدرس. بينما لن يحاول الغيورون أبدًا إظهار ذلك، فإنهم غالبًا يستمتعون سرًا بإخفاقك في أمر ما. تعامل مع أخطائك بنوع من السماح والعفو.  يمكنك أن تُذكّر هذا الشخص على الدوام بأن ارتكاب الأخطاء هو جزء من الحياة والتعلم. إذا لم يبدو عليك الغضب، فإنهم لن تستمتعوا بفشلك كما كانوا يتمنون.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.