لماذا يرتبط شهر أكتوبر بالتوعية لسرطان الثدي؟

في عام 1980، توفيت سوزان كومين المواطنة الأمريكية ذات الـ36 عامًا بعد صراع دام ثلاثة سنوات مع سرطان الثدي. ولكن ذويها لم يتوقعوا لها هذه النهاية حيث اعتقدوا أن سوزان كان بإمكانها النجاة من الموت إذا عرفت المزيد عن مرضها وطرق علاجه.

بعد وفاة سوزان بعامين، بدأت شقيقتها نانسي برينكر بتأسيس منظمة في ذكرى وفاتها تهدف إلى محاربة سرطان الثدي حتى النهاية، وهو الوعد الذي كانت نانسي قد قطعته على نفسها لشقيقتها قبيل رحيلها، وجدير بالذكر أن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي في وفيات النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 29 و 30 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد ذلك بخمسة وثلاثين عامًا، أصبح اسم سوزان كومين مرادفًا للتوعية بسرطان الثدي، فضلًا عن الأشرطة الوردية والسباقات التي تستهدف جمع التبرعات وكلها جهود تتم في إطار دعم الرسالة الأساسية ألا وهي القضاء على المرض تمامًا.

يعتبر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن الحملة الوطنية الرسمية للتوعية بسرطان الثدي التي لم تكن قد تأسست حتى عام 1985، ترجع بداياتها إلى مؤسسة سوزان  كومين.

تم إقامة السباق الأول من أجل الشفاء تحت رعاية مؤسسة سوزان كومين في أكتوبر عام 1983 في ولاية تكساس الأمريكية شارك فيه 800 متسابق وفقًا لموقع السباق. يعتبر هذا الموقع حاليًا أكبر حدث لجمع التبرعات لمحاربة سرطان الثدي على مستوى العالم.

 وحيث أن شهر الوعي الوطني بسرطان الثدي تم تدشينه في أكتوبر 1985، وهو نفس الشهر الذي بدأ فيه السباق الافتتاحي للشفاء، لذلك سرعان ما أصبح أكتوبر معترفًا به كالشهر الذي ينصب فيه اهتمام الدولة على سرطان الثدي، أي رمزًا لهذا النوع تحديدًا من السرطان على مستوى العالم.

إن تأثير وعد برينكر لشقيقتها يتعدى مجرد تحويل كل شئ للون الوردي في شهر أكتوبر فقط- فقد خصصت المؤسسة أكثر من 920 مليون دولار لتمويل الأبحاث منذ عام 1982 وحتى الآن، بل وأكثر من 2 مليار دولار للرعاية الصحية والتوعية المجتمعية وتزويد موفر الخدمة بالمعلومات الأساسية والدعم النفسي في أكثر من 60 دولة حول العالم.

لقد أشعل وعد برينكر شرارة البداية التي امتد أثرها إلى اليوم، ولكن مع وجود عدد هائل من النساء والرجال – يقدر ب200 ألف حالة- الذين تم تشخيص حالتهم بسرطان الثدي في الولايات المتحدة سنويًا، فإن “السباق من أجل الشفاء” لم يتم حتى الآن. ولهذا السبب يعتبر ارتداء اللون الوردي لأجل التوعية ومشاركة القصص الشخصية ودعم الأبحاث وتقديم المساعدة للناجين من سرطان الثدي أمرًا هامًا لاستمرار المعركة.

المصدر : Kentuckynewera.com

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.