جرب أن تنظر إلى الصورة كاملة وتتحدى نفسك لتبدأ بداية جديدة لن تتخيلها. حاول أن تفكر في روتين حياتك بطريقة مختلفة. ماذا لو كانت ذلك الروتين ردياة أو قاتمةا أو مجرد مساحة فارغة مملة.
غالبا ما يطلق على هذا الروتين المريح اسم “منطقة الراحة” و هو مصطلحًا محببًا إلى النفس فهي المنطقة أو الروتين الذي يحوي أشياء ومعان كثيرة ولكنها ليست بالضرورة أن تكون جيدة.
إن منطقة الراحة ما هي إلا ملاذ آمن وليست مكانًا للنمو والتطور. فتمتعك بالراحة والاسترخاء لفترة طويلة يمكن أن يبعث فيك حالة من الركود والكسل.
ما المقصود تحديدًا بمنطقة الراحة:
هي ليست مكانًا واقعيًا ستنتقل إليه ولكنها حالة شعورية يمارسها الإنسان بلا توتر نظرًا لاعتياده عليها ضمن روتين محدد رسمه بنفسه، ينتج عن هذا الروتين تكيف ذهني يعطي الشخص شعورًا غير واقعي بالأمان يحد من قدراته وإبداعه بمرور الوقت، لذلك لا عجب أن نرى هذا المصطلح يرتبط لدى البعض بالندم؛ الندم على الفرص التي لم يغتنموها والعلاقات التي لم يخوضوها والقرارات التي انتظروا طويلًا لاتخاذها. تؤكد خبرات الحياة أن الإنسام يصاب بخيبة أمل بسبب الأشياء التي لم يفعلها أكثر من الأشياء التي حاول أن يقوم بها ولم ينجح. عندما تركن إلى منطقة الراحة، فأنت لا تمنح نفسك الفرصة الكافية لاكتشاف الأشياء الجديدة والمثيرة من حولك.
يمكنك أن تبدأ بالخطوات التالية:
- خذ اليوم قرارًا بأن أي تحول تقوم به فهو منطقة جديدة عليك لا خبرة سابقة لك فيها واسأل نفسك: بما أنني ليس لدي أي خبرة في هذا المجال فكيف لي أن أتوقع أن تسير الأمور على ما يرام؟
امنح نفسك فرصة للشعور بعدم الراحة والخوف ولو في بداية أي تجربة جديدة.
- ابحث عن الفكاهة المثيرة في رحلتك وكن مستعدًا للضحك على تفاصيلها. إن ضحكت على الأمور التي تشعرك بعدم الراحة، فمن الممكن أن تكون رحلتك أكثر متعة وإثارة من ركوبك قطار المطار في مدينة الملاهي!
- حدد بالضبط ما الذي تخاف منه. حاول الإمساك بمخاوفك بدلًا من أن تتملكك هي فهي خطوة هامة لتخطي الحدود الضيقة التي حاصرتك يومًا. لا تدع المجهول ينمو بداخلك ليمنعك من المضي قدمًا. اعمل على فهم مخاوفك وابدأ بمواجهتها.
- اقفز فوق المخاطر. ابدأ بفهم الفرق بين المخاطرة المحسوبة والتهور. كن على استعداد لصنع قرارات بناء على المخاطر المحسوبة وابتعد عن المغامرات التي تنطوي على تهور.
- ابدأ بتجربة أشياء جديدة. فإن أبسط الوسائل لتحدي النفس والبدء بالتحرك خارج منطقة الراحة هو اتخاذ خطوات بسيطة وصغيرة ولكن ثابتة كخطى الأطفال؛ مثل تجربة وجبة جديدة أو زيارة أماكن مختلفة في مدينتك لم تزرها من قبل، أو تلقي فصول أو دورات لمهارات محببة إليك كاللغات أو فصول الأيروبيك مثلًا. إن هذه المغامرات من شأنها أن تمنحك إحساسًا بالاسترخاء وبمرور الوقت، يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية التي تكون عادة أكبر وأشمل من سابقتها.
إن انتقالك خارج منطقة الراحة التي مكثت بها طويلًا، ستجعلك تتعلم كيف تسيطر على القلق وسترى كيف أن كل العقبات يمكن اجتيازها وكن واثقًا أنك لن تجرب شيئًا جديدًا فحسب، بل وستجني منه عدة فوائد أيضًا.