“يبحث عن زوجة … صديقي في مأزق ويطلب مساعدتكم “

بمجرد جلوسنا، وقبل حتى طلب مشروباتنا من عامل الكافيتريا، بادرني  صديقي بتوتر واضح قائلا:

  • تفتكر إيه أهم صفة لازم تكون موجودة في الإنسانة اللي هتجوزها؟

نظرت إليه للحظات شاردا وأنا حقيقة لا أدري ماذا أقول، لكني سرعان ما استعدت نفسي وضحكت قائلا:

  • يوووووووووه دي صفات كتير مش صفة واحدة يا صديقي.

كان هدفي من هذا الرد محاولة تهدئته وإنهاء حالة توتره، التي أتفهمها، بعدما قرر أخيرا البحث عن بنت الحلال التي تشاركه حياته، عندما وجد نفسه أصبح العازب الوحيد الذي تزوج كل أصدقائه وتركوه وحيدا.

قلت له مبتسما بهدوء بعد أول رشفة من المشروب الساخن:

  • لو سألتني عن عدد وأسماء المواليد في الاتحاد السوفييتي عام 1960 لكان أسهل مما تسأل عنه الآن

وقبل اندفاعه في الحديث أكملت سريعا لأظل مسيطرا على الحديث حتى يهدأ:

  • الأمر بسيط جدا جدا … إذا كان هناك – مثلا- 100 رجل في العالم، فإن هناك 100 صفة قد تكون إحداها أهم صفة في المرأة بالنسبة لكل رجل من الـ100.

استطيع أن أتحدث معك حتى طلوع شمس الغد حول الصفات التي حاول المجتمع رصدها وتجميعها للمرأة التي تستحق وصف “الجيدة” من وجهة نظرهم.

فهناك من تحدث عن المرأة “الحنون”، التي تحتويك في كل أوقاتك وظروفك، وتجد قلبها دوما يحيط بك دون ملل أوكلل.

وهناك من تحدث عن المرأة “الناجحة القوية”، التي تعتمد على نفسها، ويمكنك الاعتماد عليها كحائط تسند عليه ظهرك إذا شعرت بالتعب.

وهناك من قال إنها المرأة “الصالحة دينيا وأخلاقيا”، التي تشجعك على الأفضل وتدفعك إليه، وتحفظ بيتك وتصون اسمك، وتمنحك أولادا تفتخر بهم.

وهناك من يضع شروط “الجمال والشياكة والرقة والنعومة” على قمة هرم أولوياته في شريكة حياته، ولا يتخيل إمكانية التنازل عنها أو القبول بدرجة قليلة منها.

وهناك من يحب المرأة “قوية الشخصية الذكية” التي تكسب بسهولة حب واحترام وتقدير المحيطين بها.

وهناك … وهناك … وهناك … عدد لا يحصى يا صديقي من الصفات وعكسها، فكل صفة من الصفات السابقة هناك من يحبها ويحترمها ويتمنى أن يجدها في شريكة حياته، وهناك أيضا من يعتبر عدم وجودها شرطا أساسيا فيمن سيتزوجها.

يا صديقي العزيز: لا فرق بين امرأة ورجل ولا فرق بين زوج وزوجة، النفس الإنسانية سر من أسرار الله تعالى في خلقه، كل فرد لا يشبه إلا نفسه، مثل بصمته التي ميزها الله بها.

قبل سؤالك عن الصفة التي يجب أن تتوفر في الزوجة، اسأل نفسك أولا: ما الصفات التي أحبها أنا وأتمنى أن تتوافر في من ستشاركني حياتي، وما الصفات التي لا أتمناها لكن يمكنني تقبلها والتأقلم معها والتعود عليها، فأكيد يا صديقي لن تجد شخصية مرسومة بالمسطرة حسب رغباتك وتصوراتك، وهنا تأتي أهمية ودور “التقبل” و”التأقلم”.

أما الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن صفات الزوجة، فهو ضرورة معرفتك بوضوح أن المرأة –بشكل عام- مخلوق غير عادي، التعامل معه أصعب وأجمل مما تتخيل، فالرجل يقول في المرأة ما يريد لكن المرأة تفعل في الرجل ما تريد، وقد فطن العالم إلى هذه الحقيقة، فقال نابليون بونابرت، الذي قاد أقوى جيوش أوروبا واقترب من السيطرة على العالم: “إن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسراها” … وقال الفيلسوف الألماني نيتشه: “المرأة لغز، مفتاحه كلمة واحدة هي: الحب”.

والنصيحة التي يمكنني أن أقدمها وتصلح لك ولي ولكل رجل على وجه الأرض هى أن يتسلح في التعامل مع المرأة بالسلاح الوحيد الذي لم يفقد صلاحيته معها، وهو “الحب”، فالمرأة مخلوق قوي جدا عكس مظهرها الخارجي الرقيق، مخلوق شرس جدا عكس حنانها الذي يتقطر من بين حروف كلمتها، وتسكبه على أرواحنا بنظراتها، ورغم ذلك يحبها الرجل ولا يمكنه استكمال حياة طبيعية بدونها، فالرجل يعشق أمرين: الخطر واللهو، لذلك يعشق المرأة لأنها أخطر أنواع اللهو.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.