اول حالة زرع رحم من امرأة متوفاة! معجزة طبية هل تقبليها؟

سيدة تضع طفلة بعد عملية زرع رحم من متبرعة متوفية

في سابقة طبية هي الأولى من نوعها؛ سجل العالم ولادة أول طفلة من أم خضعت لعملية زرع الرحم من امرأة متوفية في إجراء طبي عالمي.

معجزة طبية:

الطفلة المعجزة مولودة برحم مزروع من سيدة متوفاة

استقبل العالم خبر وضع سيدة برازيلية لطفلة بعد إجراء عملية زرع رحم لها من سيدة متوفاة حديثًا في سابقة طبية تعد هي الأولى من نوعها، حيث شكلت هذه
الولادة علامة فارقة هائلة في مجال الخصوبة، خاصة أنها تقدم أملا كبيرا لآلاف النساء المصابات بالعقم، وفقا للعلماء. وكانت الحالة كما نشرت في مجلة The Lancet medical journal قد خضعت لعملية دقيقة استغرقت 11 ساعة.
جاء هذا الحدث بعد 10 حالات شبيهة لزراعة رحم امرأة متوفاة لسيدة أخرى على قيد الحياة، وقد تمت تلك الجراحات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك وتركيا، ولكن جميع هذه الحالات فشلت في تجربة الحمل أو الولادة.

البرازيل تتفوق وتحقق السبق!

أما في الحالة البرازيلية التي شهدت العملية الرائدة، فقد تمت ولادة الطفلة عن طريق الولادة القيصرية عندما أتمت الأم الأسبوع الـ35 من حملها وكان الطفلة تزن 2 ونصف كيلوجرام فور ولادتها وهو وزن مثالي بالنسبة للحالة. وأمضت السيدة الخاضعة للعملية يومين في العناية المركزة، وأعطيت أدوية مضادة للمناعة، لمنع جسدها من رفض العضو الجديد. وبعد إجراء عملية زرع الرحم، شهدت السيدة أول تجربة لعملية الطمث بعد 37 يوما، ثم تكرر الأمر بانتظام حتى أصبحت حاملا بعد 7 أشهر.

بارقة أمل

 

تمنح عملية زرع الرحم بارقة أمل لنساء كثيرات حرمن من الإنجاب

تقول الدكتورة داني إيزنبرج – طبيبة بمستشفى جامعة سان باولو بالبرازيل – والتي قادت فريق الدراسة أن عملية زرع الرحم تمت في سبتمبر 2016 عندما كانت الأم المستقبلة في عامها الثاني والثلاثين، وأشارت الطبيبة إلى سهولة العملية وبساطتها مما يعطي بارقة أمل لأولئك النساء اللاتي يعانين من العقم فرصة في الإنجاب من خلال عدد توافر أكبر من المتبرعات المحتملات مستقبلًا.
تؤكد الدكتورة إيزنبرج إن عدد الافراد الذين لديهم استعداد للتبرع بأعضاء فور وفاتهم أكبر بكثير من هؤلاء المتبرعين الذين لا يزالون على قيد الحياة، مما يعطي فرصة ذات نطاق أوسع من المتبرعين المحتملين الحاليين. وتضيف أيضًا أنه لابد من مقارنة النتائج وآثار التبرع بالرحم من سيدة متوفاة بالتبرع برحم سيدة على قيد الحياة، وقالت أيضًا أن التكنيك المتبع في تلك العمليات يمكن أن يتحسن ويصل لأعلى المستويات.
يرى العلماء أن الاعتماد على المتبرعين المتوفين يمكن أن يوسع إلى حد كبير إمكانية الوصول إلى علاج فعال. حيث كانت عمليات نقل الرحم الأولى من المتبرعين الأحياء نقلة طبية هائلة منحت العديد من النساء المصابات بالعقم فرصة لتحقيق حلم الأمومة. وقد وأجريت 11 عملية ولادة من أرحام متبرعين أحياء، ولكن هذا الإجراء لم ينجح عند استخدام رحم امرأة متوفاة.

نساء بلا أرحام

يوفر العلم الحديث إمكانية زرع الرحم للنساء اللاتي يولدن دون رحم

يؤكد الخبراء أن أعداد الأشخاص الراغبين والملتزمين بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، أكبر بكثير من أعداد المتبرعين الأحياء، ما يوفر عددا أكبر من الجهات المانحة المحتملة.
في حالة الأم البرازيلية، كانت المتلقية قد ولدت دون رحم وهي حالة شبه نادرة في الطب تسمى MRKH Mayer-Rokitansky-Küster-Hauser syndrome وتصيب سيدة واحدة كل خمسة ألاف سيدة وتعاني المئات من النساء متلازمة MRKH ما يعني أنهن لا يستطعن الحمل بشكل طبيعي أو عن طريق التلقيح الصناعي وحده.

جدل مُثار وآداب المهنة

وبالنسبة لهؤلاء النساء، فإن عملية زرع الرحم هي الخيار الوحيد، ولكن الإجراء لم يلق نجاحا إلا في السنوات الأخيرة مع ما يثيره هذا الموضوع من جدل أخلاقي وديني يتعلق بآداب المهنة ومن هنا ظهرت الحاجة إلى تقنين الوضع العلمي لمثل هذه العمليات من خلال ضوابط معينة عرفت على الصعيد العالمي بمعايير مونتريال- معايير مونتريال هي مجموعة من المعايير التي تعتبر ضرورية للتنفيذ الأخلاقي لعملية زرع الرحم لدى البشر-
يقدر الخبراء أن العقم يصيب نسبة كبيرة من الأزواج في سن الخصوبة على مستوى العالم ككل حيث تتراوح من 10 إلى 15 %. ومن هذه النسبة، هناك سيدة واحدة من 500 تعاني من مشكلات صحية في الرحم.
جدير بالذكر أنه قبل عمليات زرع الرحم، كان الخيار الوحيد للحصول على طفل هو التبني أو تأجير الأرحام أو الأم البديلة وجدير بالذكر أن خيار تأجير الأرحام يلقى رفضًا في بعض البلدان العربية والإسلامية.

محاولات العلماء:

جهود العلماء لا تتوقف لتوفير فرص الحمل والإنجاب لملايين النساء في مختلف أنحاء العالم

العلماء لن يتوقفوا عن أبحاثهم ودراساتهم حيث يتابع الأطباء كل ما هو جديد في مجال العقم وزرع الرحم حيث أشار العلماء إلى حدوث محاولة مماثلة لواقعة البرازيل في تركيا عام 2011 حيث أسفرت المحاولة عن حمل حقيقي ولكن الأم أجهضت، لتسجل العملية الناجحة الأولى في البرازيل.

كما استطاع أطباء في بريطانيا الحصول على الموافقة الأخلاقية لإجراء عمليات زرع أول عشر أرحام في إطار تجربة سريرية وقد تمَّ تحديد أكثر من 100 امرأة كمتلقيات محتملات للتبرّع بالرحم. ومن المنتظر أن تؤتي هذه التجارب ثمارها في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.

مصدر amwalalghad.com
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.