اختبار الشخصية الوسواسية

اختبار الشخصية الوسواسية من الإختبارت التي تحظى باهتمام بالغ من قبل علماء النفس، فمن خلال هذا المقياس يتم تحديد ما إذا كان الشخص مصاب بهذا الإضطراب من عدمه.

وفي العموم باتت الاختبارات الشخصية محل اهتمام العامة، وخاصة تلك التي تركز على الجوانب الإيجابية في كل شخصية، بل تطور الأمر لما هو أكثر من ذلك، حيث اعتمدت بعض الشركات على تلك القياسات من أجل توظيف الشخصية المناسبة للمكان المناسب، كما أعتمدت عليها شركات أخرى في ترقية بعض العاملين بها وعدم ترقية الآخرين.

ولعلنا ندرك من كل ذلك أهمية تلك الإختبارت والتي قد وضعت وفقًا لأساسيات محددة في علم النفس، حيث ترتكز أغلبها على تقييم تلك الشخصية وإظهار مواطن القوة والضعف لدى كل منها، ومدى قدرة تحمله، فضلًا عن تقييم شامل لبعض سلوكياته، والتي يمكن أن تحدد إن كان صاحب تلك الشخصية سويًا أم أنه يعاني من اضطراب نفسي.

قد يهمك أيضا: اضطراب الشخصية الوسواس القهري

الشخصية الوسواسية

تعتبر الشخصية الوسواسية نوع من أنواع الإضطراب العقلي والنفسي، إذ أنها مدرجة في الدليل الإحصائي للأمراض النفسية والعصبية، حيث تمت إضافتها على أساس كونها اضطراب، وقد تم ذلك من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، منذ خمسينيات القرن الماضي وتحديدًا في سنة 1952.

وقد قدمت تلك الجمعية نمط الشخصية الوسواسية على أنه انشغال مبالغ فيه وغير سوي بالعمل والإلتزام بالكثير من المعايير مع عدم تقبل الخطأ أو كسر أي من القواعد بشكل مزمن ومفرط.

 

قد يهمك أيضا: كيف تقهر شخص قهرك ؟

اختبار الشخصية الوسواسية

أسباب اضطراب هذه الشخصية

هناك بعض الأسباب التي تقف خلف إصابة الشخص بهذا الإضطراب، والذي يتم تشخيصه والتأكد من الإصابة به من خلال اختبار الشخصية الوسواسية الذي يجريه الطبيب المختص، ومن أهم تلك الأسباب..

  • مدى عنف البيئة المحيطة بالطفل، مع تعرض الطفل للتعنيف المستمر وخاصة إذا قام بكسر أي من قواعد بيئته، قد تجعل منه شخصية وسواسية قهرية.
  • هناك العديد من الأبحاث التي قد أكدت أن الإصابة بهذا الإضطراب قد يرجع إلى تربية الآباء الخاطئة وفرطهم في حماية أبنائهم، حتى وإن تسلطوا على حرياتهم وفرضوا عليهم الطاعة المطلقة.
  • المعايير المجتمعية يمكن أن تخلق من الإنسان شخص مضطرب بنمط الشخصية الوسواسية، فالقيم الصعبة والمبادئ الصارمة التي يخضع إليها مجتمع بعينه، يمكن أن تتسبب في هذا الإضطراب.
  • لا ينبغي أن نغفل العامل الجيني عند التحدث عن اختبار الشخصية الوسواسية وما يصاحبه من اضطراب، فهناك بعض الحالات التي قد أثبتت إصابة أفراد من عائلتها بأمراض نفسية واضطرابات مشابهة، ولكن هذا العامل تحديدًا لا يزال تحت الدراسة للتأكد من هذا الأمر.

اختبار الشخصية الوسواسية

هناك العديد من المقاييس والاختبارات النفسية والتي من شأنها أن تقيس أنماط الشخصيات وتفضيلاتها والإضطرابات السلوكية التي تعانيها، حتى يتمكن هذا الاختبار من تغطية كافة الجوانب النفسية والإجتماعية للشخصية محل الفحص.

غالبًا ما يكون هذا الإختبار عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي يقوم الطبيب المختص بتوجيهها للمصاب، وتحليل إجاباته عليها، ذلك بالإضافة إلى الدراسة السريرية التي يقوم بها الطبيب من خلال سؤال المقربين منه وتحليل سلوكياته معهم.

فمن المعروف أن صاحب هذا النمط يتسم بالعبوس الدائم، فهو يرفض أي من مظاهر المرح، كما أنه حريص من الناحية المادية بشكل ملحوظ وغير مبرر، ذلك فضلًا عن كونه مولع بالإلتزام بكافة المعايير التي وضعها له مجتمعه، أو تلك التي وضعها هو بنفسه لبيته ومن يعيش معه.

ولن نغفل أنه غير ناجح في العمل الجماعي لأنه يرفض إسناد أي مهام لشخص غيره، وحريص على تطبيق المثالية في جميع أموره، مما يعرقله عن الوصول لأهدافه.

كل هذا يتابعه الطبيب إما من خلال إجراء اختبار الشخصية الوسواسية بوضع المريض في مواقف مشابهة أثناء الجلسة أو أسئلة القياسات النفسية، وكذلك العلاقات الإجتماعية الموجودة من حوله، وذلك حتى يتمكن من تحديد العلاج المناسب لكل حالة على حدا.

 

قد يهمك أيضا: صفات الشخصية القهرية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.