مشاعر الغضب تؤذينا أكثر مما نتصور.. تعلم كيف تتحكم فيها!

كيف تتخلص من مشاعر الغضب بطريقة ذكية وفعالة؟

يعتبر الغضب شعور قوي وغالب، حينما ينتاب الإنسان قد يخرجه عن شعوره الطبيعي ويصيبه بأعراض غريبة، أحيانًا نتفاجأ نحن بالسلوك الذي أوصلتنا مشاعر الغضب إليه. قد نغضب من أشياء وعوامل شتى كأن يستفز شريك حياتك مشاعرك، أو تتذكر موقف صدر من أحد أقاربك منذ عدة أشهر.

عندما تكون مشاعر الغضب حادة تؤثر على مختلف أجهزة الجسم

قد لا يستطيع الإنسان التحكم في مشاعر الغضب، ولكنه بإمكانه التحكم في ردة فعله تجاه مشاعره. يمكن لمشاعر الغضب الخارجة عن السيطرة أن تفسد علاقاتنا بالآخرين وتجعل نظرتنا للعالم سوداء. تثير مشاعر الغضب هرمونات الضغط العصبي التي تزيد من ضربات القلب وضغط الدم. تجعل تلك المشاعر الإنسان معرضًا للإصابة بتجلط الدم، وربما يصل الأمر لأمراض القلب لدى من لديهم استعداد للإصابة بأمراض قلبية.

نصائح للتخلص من مشاعر الغضب قبل أن تنال منك:

عندما يبدأ دمك في الغليان، توقف وتراجع -اترك المكان. يقول علماء النفس أن الثواني القليلة التالية للحدث تعتبر حرجة للغاية. حيث يمكن لتصرف واحد غير حكيم أن يقود لتغيير الحالة المزاجية للشخص، أو نزاع شفهي أو على أسوأ الظروف يؤدي للعنف. يقول دكتور ستيفن دانزيجر أن الوسيلة الأولى للتعامل مع المواقف الطارئة هي الابتعاد عن المؤثر -متي كان ممكنًا. لا يعد هذا التصرف حلًا فوريًا لإزالة مشاعر الغضب، ولكن توفير مسافة كافية بعيد عن عنصر التأثير يعد بمثابة دش بارد على الأعصاب الثائرة.

تصرف واحد متهور قد يؤدي إلى تغيير الحالة المزاجية للإنسان

إن الابتعاد قليلًا يسمح باستبعاد مستويات الكورتيزول والأدرينالين – تحييد تلك الهرمونات– مما يساعد على منع هرمونات الضغط الضارة من تعمية عقلك، وبالتالي إساءة الحكم على الأمور.

استخدم هذا التدريب “الوعي التام” للسيطرة على مشاعر الغضب

إذا لم تستطع التغلب على الطريقة التي أساء بها أحدهم إليك حتى مع مرور الأيام والأسابيع والشهور، فأنت في هذه الحالة تعاقب نفسك. اترك الماضي برمته وعش في اللحظة الراهنة.
يقترح دكتور دانزيجر تطبيق هذا التدريب “الوعي التام” أو mindfulness من كتابه الخاص: أولًا: يجلس الشخص في وضع مريح ويغمض عينيه أو يتركهما نصف مفتوحتين، ثم ينظر بتركيز إلى نقطة أمامه مباشرة. يأخذ الشخص نفس عميق ثلاث مرات متتالية قدر المستطاع. يقوم الشخص بمراقبة أحاسيس الجسم تجاه الأسطح المحيطة: ظهر الكرسي الذي يجلس عليه وإحساس قدميه على الأرض، وأي نقاط التقاء أو تلامس أخرى. ويلاحظ الشخص هذه الدعائم دون إصدار أحكام أو نقد ذاتي. بعد ذلك، يستحضر الشخص الإنسان الذي يريد أن يسامحه، ويلاحظ أي تغيرات على أحاسيس الجسم كلما فعل ذلك. عندما يكون الشخص مستعدًا، يقول الإنسان لذلك الشخص سرًا في ذهنه “أنا أسامحك على تصرفاتك غير الحكيمة التي صدرت في حقي وسببت لي الأذى. أنا مدرك أنك تتألم مثلي. لقد سامحتك. خذ نفسًا عميقًا مرة أخرى، ولاحظ أي تغيرات تطرأ على جسمك. كرر الجملة عدة مرات كلما احتجت لذلك.

تمرينات الوعي التام تمكنك من التحكم في المشاعر السلبية ومنها الغضب

قياس معدل الغضب

إذا شعرت بأن نوبات الغضب تزيد بمعدل دوري، فقد حان الوقت للتدخل لحل الأزمة.
إن تقييم مستويات الغضب من يوم لآخر سيجعلك تتأقلم مع مشاعرك بشكل أفضل، وستتمكن بالتالي من التحكم في مشاعرك. يعتبر مقياس معدل الغضب بمثابة أهم الأدوات المستخدمة في هذا الصدد؛ حيث يمكن فحص درجة أو مستوى الغضب الذي يتعرض له الإنسان من صفر إلى عشرة على أساس دوري للتعرف على مدى التغير الذي يطرأ عليها. يقول دانزيجر أن الهدف من هذا القياس هو أن يتعرف الإنسان ما يسميه دانزيجر “معدل الغضب الهادئ” وأن يتآلف الإنسان مع مثيرات الغضب، وأن يتعرف على قدر الإحباط الذي بإمكانه أن يتحمله على مدار اليوم. عندما يقوم الإنسان بهذه الأدوار، يكون أقل انفعالًا.

يعتبر الغضب هو صوت الإنسان الداخلي أي بمثابة صرخة فيمن حوله

تعرف على الجوانب الإيجابية لمشاعر الغضب، حيث أنها لن تغادر حياتك بالكامل.
بالضبط كما تحول البخار إلى طاقة كهربائية تضيئ المدن والشوارع، فكذلك مشاعر الغضب كالطاقة الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها. وفقًا لدانزيجر، فإن الناس غالبًا ما ترى الغضب ونوبات الثورة بصفتها شيء واحد (وجه واحد فقط). يقول دانزيجر أن مشاعر الغضب أمر طبيعي ويعتبر رد فعل معقول لاحتياجات لم يتم تلبيتها.
يعتبر الغضب هو صوت الإنسان الداخلي الذي يصرخ فيمن حوله “لقد عانيت بما فيه الكفاية” فبدلًا من الصراخ بصوت عال، يعبر الإنسان عن غضبه بطرق مختلفة. من التصرفات الحكيمة عند اجتياح مشاعر الغضب هو ممارسة تمرينات التنفس العميق لبضع دقائق، ثم يتم توزيع جرعة الغضب على الأطراف المعنية. بعد ذلك أعط نفسك فسحة كافية من الوقت لمعرفة ما هي التغيرات الضرورية لجعل نوبات الغضب جزء من الماضي. عندما يكون لدينا برنامج فعال للتحكم في الغضب، يساعدنا ذلك في حل هذا الصراع بنجاح. يمكن عندئذٍ أن نكون مبدعين وحقيقيين وأصليين. عندما تكون غاضبًا، يقترح دانزيجر تحويل طاقة الغضب المتقدة نحو شيء إيجابي، أنا كان نوع هذا الخلاف سواء كان خلافًا عائليًا أو خلاف عمل.

مصدر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.